كتب : محمد البرازيلي
“سامباولي مثل بيب، الأولوية هي تكوين فريق و من ثم إعطاء المسؤولية إلى ليو”
سامباولي يبدو مختلف قليلاً عن المدربين الذين تعاقبوا على الأرجنتين في السنوات الماضية فقد قرر تكوين فريق بدلاً من السعي على وضع 10 أصدقاء لميسي بالملعب يتفاهم معهم جيداً، خطة مختلفه جذرياً عن النهج الذي كان يُحرك أسلافه و أخرهم إدواردو باوزا، إشارة واضحة من المدرب المُقرب من مارسيلو بيلسا بفهم كرة القدم أنه جاء ليكون أكثر من مُعلن فقط للتشكيلة الأساسية للمنتخب الأرجنتيني في كل مباراة .
الظهور الأول دائماً يعطي الإنطباع الأول الذي غالباً ما يبقى عالق بالأذهان، و في حالة سامباولي ليس أفضل من أن تبدأ بالفوز على الغريم التقليدي المنتخب البرازيلي في مباراة ودية بميلبورن الأسترالية.
البرازيل لم تستحق الخسارة، لكن ايضا إستحقاق فوز الارجنتين ليس في محل شك، فريق سامباولي كان لديه سلوك صحيح، النية الكافية لتحقيق الفوز و الشجاعة، مواصفات نجاح تحلت بها الأرجنتين التي تعاني من وضع غير مستقر في تصفيات كأس العالم، الشعور هو أن هناك إقتراح جديد و جرئ نراه في الأرجنتين، يعتمد بالأساس على إمتلاك الكرة للهجوم و إستعادة الصورة المميزة المفقودة بالسنوات الأخيرة لواحد من أكبر المنتخبات العالمية، هوية المنتخب الجديدة لا تعتمد على ميسي بل على سامباولي نفسه.
الأرجنتين عبر تاريخها إمتلكت دائماً أفضل العازفين، لكنها بالمقابل كانت تفتقد إلى القدرة على تقديم معزوفات طويلة و إستثنائية، عامل حاسم لفهم الفرق بين ميسي مع البارسا و مع المنتخب، ببرشلونة يتم تطبيق أسلوب رائع زرعه يوهان كرويف، يُعلم للناشئين منذ فترة وجودهم في لا ماسيا و هنا لم يكن هناك طالب أفضل من ليو ميسي لفهم هذا الأسلوب ليكون من خلاله صاحب التوقيع الأبرز بكل نجاحات برشلونة في السنوات الأخيرة، و على الرغم من إن أسلوب البارسا تطور، صاحب الرقم 10 كان دائما فعّال و حاسم مع مختلف المدربين و بين مختلف اللاعبين الذين تعاقبوا على الكامب نو، ميسي ببرشلونة كان دائما قادر على إعادة إختراع نفسه، حتى تمكن مؤخراً من تشكيل ثلاثي مع نيمار و سواريز.
أفضل نسخة لإبن روزاريو كانت من دون شك بتلك اللحظة التي تدخل بها بيب غوارديولا في مسيرته، أحد أكثر المدربين الثوريين باللعبة، مدرب مانشستر ستي الحالي كون فريق فريد من نوعه بديناميكيته و مرونة تكتيكية مُتقنة جعلت ميسي يتحول من جناح إلى 9 وهمي و البداية كانت في واحد أصعب الأماكن التي يمكن أن يتواجد بها البارسا “سانتياغو بيرنابيو”.
ميسي إحتاج لبعض الوقت كي يجد نفسه بالملعب أمام البرازيل، بالبداية مع هيغوايين لم يستطع أن يتفاهم مع الهجوم المزدوج الذي شكله مع ديبالا، أفضل دقائقه كانت عندما تدخل دي ماريا أكثر باللعب و منحه العمق الكافي و بدون هيغوايين غاب ميسي بكثير من الأحيان لأنه لم يستطع الإستفادة من مركزه كمهاجم وحيد، الضغط الذي طبقه المنتخب البرازيلي جعل قائد منتخب الأرجنتين غير مرتاح، كلفه الكثير الحصول على الكرة، المراوغة و كسر الخطوط للتمكن من تسريع لعب المنتخب الأرجنتيني، على عكس المباريات السابقة التي كان يُلخص بها أداء الألبيسيلستي بتمريرة أو حركة من ميسي، يُحكى الأن عن أداء جماعي للفريق كله.
سامباولي تحتله فكرة إستعادة الأرجنتين لحاسة الفريق الواحد، إقناع لاعبيه بالخطة على الرغم من أي مخاطر قد تسببها، مخاطر تتضح عندما يخسر الفريق الكرة و كيف يتصرف بثلاث مدافعين، هناك حاجة للمزيد من الإستمرارية مع الكرة، سرعة أكثر بتنفيذ اللعبات و الضغط يجب أن يكون أكثر دقة مع مرونة أفضل بالخروج من الخلف، ليس هناك شك في قدرة سامباولي و لا مثابرته الذي يدخل المنتخب مع إقتراح واضح الإحتفاظ بالكرة حتى الحصول على ميسي بأفضل تمركز ليتكفل هو بالباقي، بعيداً عن صاحب الرقم 10، سامباولي بحاجة إلى تكوين فريق يعبر عن ألايديولوجية الكروية التي يحملها لأن ميسي هو الذي يقوم بالعلامة الفارقة في فريق مُصصم بشكل جيد و مُسلح بأفكار واضحة على الملعب و هذه هي مهمة الأساسية للمدرب السابق لإشبيلية.
“هناك فرق بينه و البقية، دائما سيكون الأفضل” كان هذا رد مدرب المنتخب الأرجنتيني عندما سُئل عن مباراة ميسي ضد الأرجنتين. سامباولي كان سعيد لأن أول ظهور له ضد الغريم التقليدي إنتهى بالفوز في أول مباراة يمكن تلخيصها أن الأرجنتين فازت، ليس ميسي وحده فقط، سامباولي يعرف أن عليه فعل مثل ما فعله غوارديولا و هو الإبقاء على ميسي سعيد عبر تكوين فريق صحيح و ليس إعلان تشكيلات بها أسماء رنانة تكون خادعة، يعرف أيضاً أنه أمام مسؤولية أن يجعل الأرجنتين تستفيد من وجود أفضل لاعب بتاريخ كرة القدم.
ليست هناك تعليقات: